الطالبة: أسماء بنت عبد الرحمن بابكر
قسم السنة الأولى ثانوي "ب"
---------------------------------------------------
 
إنّ النفوس تحتاج غذاء جيدا من الأخلاق والسجايا، إذ أنّ الشجاعة في قول الحقّ من أهم الأغذية التي تحتاجها الأمة الصالحة خاصة في هذا الزمن.
ليس ببعيد من طاولتي وخلال إجرائنا للفرض لمحت عيني محاولة غش من إحدى صديقاتي المقربات والتي لم أتوقع منها القيام بذلك، غضضت الطرف أول الأمر وواصلت إنجازي للأسئلة وبعد أن سلمت الورقة شعرت بوخزة ضمير حادة في داخلي، وسمعت قلبي يهمس لي قائلا: " ما هذا؟ ما هذا الضعف في شخصيتك؟ ألست واثقة من نفسك؟ اعلمي أن قول الحق فضيلة الشرفاء، قولي الحق ولو كان علقما مرا عليك، تشجعي هيا فصديقتك بحاجة إلى نصيحتك مدى الحياة، ألم تعلمي أن الله أمر إيانا في قوله: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}، وقال أيضا: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، فجأة استفقت من يقظتي وكانت لحظتها فترة الاستراحة، فتوجهت إليها وهي منفردة وحاولت أن أستدرجها إلى الموضوع وبعد أن اعترفت بذنبها الذي لم تدرك خطورته جيدا، خاطبتها قائلة: " أنا أثق فيك يا خير صديقة وهبتها لي الحياة، فانتبهي لتصرفاتك وأخلاقك جيدا، لأنها مرآة تعكس ما في مخبرك "، عندها شعرت براحة عميقة سرت في أوصالي، وكأن هما ثقيلا قد زال عني، حقا لقد شعرت بالقوة حين تحدثت وأظهرت الحق من الباطل، برغم ما بدر منها من حجج محاولة التهرب من خطئها، لكنني أنا من انتصرت آخر المطاف، فالله يحب الحق وينبذ الباطل.
أخيرا، يامن يسمعني ويقرأ حروفي، كن شجاعا صادقا في قول الحق وانصره، تحل بالشجاعة يوهب لك النجاح في الحياة، فديننا عماده الحق وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام قال: " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ".